في كل بيت يوجد روبي و صور سيرين عبد النور

 

الحياة مليئة بالامور الحلوة والامور المرة، فيها الصالح والطالح، فيها الخير والشر، وفيها ايضاً روبي، نعم الحياة مليئة بالـ "روبيات"، ولكل من يقول بان القصة خيالية او وهمية وغير واقعية لا تمت للحقيقة بصلة، نقول بان روبي هي ابنة معظم البيوت العربية.
ففي كل بيت هناك روبي تنتفض على وضعها، وتستغلّ امها وابوها وشقيقتها وشقيقها ورفاقها، وفي كل مكان نصادف روبي تتسلّق على اكتاف الغير بغية الوصول الى هدف رسمته مسبقاً في عقلها، لا شيء عندها وليد الصدفة او الحظ، لا بل كله مدروس ومخطط له بكل دقة.

روبي هي ابنتي واختي وقريبتي، هي انسانة ترفض واقعها الفقير، تتقرّب من الاغنياء تدخل اهم الجامعات، ترتدي افخر الماركات، تستغل اقرب الناس وابعدهم لا فرق.
ترفض الفقراء امثالها وتستخف بهم ولا تهتم بفقرهم بل تؤكد لهم بانها يوماً ما ستصبح ذات شأن كبير، والشأن الكبير بنظرها ينحصر بامتلاك المال الذي يؤمن لها الوصول الى اي مكان وكل مكان، فالمال بالنسبة لها عصب الحياة ومحورها.

روبي التي تستغل الجميع هي نفسها تعطف على الجميع ولكن ليس من مالها الخاص لا بل من اموال من تستضعفهم وتستغلهم وتستميلهم وتوقعهم في شباكها.
ولكن انتبهوا ! فروبي ليست فتاة غير مسؤولة وغير ذكية، وغير انسانية، وهي ليست انسانة مستهترة لا تملك قلبا يحب بل قلبا يجلب العذاب لمن حوله هكذا انتقاما من وضعها اوحسداً من الاغنياء حولها، ولا تهوى الانتقام لمجرد الانتقام، ولكنها ترفض واقعها المرير بحجة انها تستحق الافضل وهي لم تخلق لحياة الفقر و"التعتير" والعيش على هامش الحياة هكذا دون سبب وجيه.
فالسبب الوجيه موجود، وكل تصرفات روبي مفهومة ولكنها بالطبع ليست مبرّرة، فروبي انسانة مريضة ومرضها نفسي اكثر من جسدي، عينها دائما على كل ما يملكه غيرها من اموال وملابس فاخرة وسيارات فارهة وحتى الحبيب، نعم هي لا تتوانى عن خطف حبيب صديقتها طالما انه غني ويستطيع تامين ما تريده من الحياة، فهي نفسها التي خطفت زوجها من حبيبته تستطيع ودون غمضة عين، ان تتركه لتنتقل الى احضان رجل اخر يؤمن لها الكثير والكثير، اكثر مما امنته لنفسها من حبيبها السابق وزوجها لا فرق.

روبي حالة نفسية مرضية موجودة بيننا امامنا ومعنا وممكن ان تكون نحن ايضا.
روبي موجودة في كل مكان باسماء مختلفة ولكن بتصرفات تشبه تصرفات روبي التلفزيونية.