Slide Ads

مفتاح دوت مى | مفتاحك لعالم أجمل

Saturday, September 24, 2011

الحرية في الإسلام والليبرالية

ayman


From: Nour Islamna <nourislamna@hotmail.com>
Sender: nourislamna@googlegroups.com
Date: Wed, 31 Aug 2011 10:56:31 +0200
To: <nour_islamna@yahoogroups.com>; <nourislamna@googlegroups.com>
ReplyTo: nourislamna@googlegroups.com
Subject: الحرية في الإسلام وا لليبرالية

 

الحرية في الإسلام والليبرالية

salwa el-adawi

undefined

نخطركم بأن المسابقة الرمضانية 30 حلقة ستغلق آليا يوم 2 سبتمبر .. وبعدها يبدأ الإحصاء

بقلم : محمد يوسف عدس

(١) أواصل الحديث عن الحرية فى الإسلام مستعرضًا فى هذا المقال أفكار واحد من أكبر وأشهر علماء المسلمين.. له تلاميذ من العلماء والفقهاء يفخرون بالانتساب إليه، وله قُرّاء وعشّاق بالآلاف فى شتى بلاد العالم، سخّر حياته للدفاع عن الإسلام ، والكشف عن جوانب العبقرية فيه، و الرد على الشبهات التى أثيرت حوله.. ولقى بسبب هذا ما لقى من عَنَتِ أصحاب السلطان.. وتحمّل جهالات بعض من حسبوا أنفسهم من الدعاة، وهم فى الحقيقة أقرب إلى قُطّاع الطرق، كما وصفهم الشيخ فى بعض كتاباته " يكاد الواحد منهم أن يضع أصابعه فى عينيك" لخلاف فى الرأي قد ينحسم فى حوار منطقي هادئ، ولكنهم فجروا فى خصومتهم وتابعوا الشيخ فى كل مكان ذهب إليه.. ودأبوا على تنغيص حياته حتى آخر لحظة فيها.. فلم يفلّ هذا من عزيمته وجهاده، بل تحمله محتسبا صابرا جلدًا.. إنه المفكر الإسلامي العظيم الشيخ محمد الغزالي...

(٢) يرصد الشيخ الغزالي كثيرا مما يروّجه العلمانيون و أعداء الإسلام الكارهون له من أكاذيب وافتراءات: عن الشريعة وعن الدولة الإسلامية، و ما يخوِّفون به الناس ليل نهار من أحكام العقوبات الشرعية، فيرد عليهم الشيخ مسْتنْكِرًا تصوّراتهم المريضة عن الإسلام.. قائلا: " كأن الإسلام ما أنزله الله إلا لقطع الأيدي ورجم الناس وقتلهم وجلدهم... ولو كان هؤلاء يفقهون روح الإسلام، أو يريدون صادقين التعرف على حقائقه لعلموا أن القرآن به حوالي 6300 آية، وأن الحدود التي يخيفون الناس منها تبلغ عشر آيات أوتزيد قليلاً... ولكنهم لم يكلفوا أنفسهم بالسؤال البسيط: أين باقي الإسلام إذن؟! "

هذ هو السؤال الذى يحاول الشيخ الغزالي الإجابة عليه.. فهو يرى أن هؤلاء الناس لو كانوا صادقين حقًّا فى التعرف على الإسلام من مصادره الصحيحة لعلموا أن الإسلام يدعو بل يحتضن: العلم والتقدُّم والغنى والحرية والعدالة والأخلاق والمساواة والتعاون على البر والرحمة والمودة والتآلف بين عباد الله..

يقول الشيخ الغزالي: "إن الحكومة في الإسلام ليست معنيةً برفع مستوى المعيشة، وتوفير السلع والخدمات والمرافق؛ لتكون الحياة رطبةً حسنةً فحسب، وإنما يمتدُّ واجبها إلى أن ترقى بالإنسان روحًا وجسدًا، وتضمن له مستقبل الدنيا وسعادة الآخرة، ولا تجد ذلك إلا في الإسلام، وهذا شرف لم تنلْه سوى حكومات الدولة الإسلامية بمعناها الصحيح..."

(٣) وينكر الشيخ الغزالي أن يكون مفهوم الحكومة الدينية أوالدولة الدينية منطبقا على الحكم أو على الدولة في الإسلام.. ويقطع بأن الحكومة فى الإسلام على نقيض من الحكومة الدينية .. ويرى أن الحكومة الدينية قد اكتسبت من اسمها التاريخي كيانا مرعبا مخيفا ، لأنها توحي بحكم متعصِّب لا يهتمُّ إلا بنفسه ولا يرى غير عقله.. يقول مؤكدا: "هذه الحكومة المفزعة لم يعرفها الإسلام قط وإنما عرفتها أوربا لمَّا أرادت الكنيسة أن تجعل من نفسها المشرِّع والمُعاقب والمُحاكِم والمُحاسِب والقاضي والسجَّان والرئيس والملك: أمْرُها هو أمْرُ الله، يُنَفَّذ مهما كان صعبًا شاقًّا، ونهْيها نهْيُ الإله يُنفَّذ، وإن لم يكن في مصلحة البلاد والعباد، وهذا لا يعرفه الإسلام ولا يقرّه، فهي بجهلها هذا قد حكمت على العقل بالسجن المؤبَّد"... لقد نشرت السلطة الكنسية فى أوربا محاكم التفتيش لتعذيب مخالفيها وإرهاب المفكرين والعلماء والمصلحين ... "حتى امتلأت النفوس عليها حقدًا ومنها غيظًا ولها كرهًا وبغضًا؛ فتفجَّرت الثورات الأوروبية ضد الظلم والجهل الذي مارسته الكنيسة ..."

ويدهش الشيخ الغزالي من أن يكون هذا هو موقف دعاة الّلاإسلامية اليوم عندنا فى ديار المسلمين، يرددونه بغباء أعمى.. مع أن الإسلام ينكره ويتبرأ منه.. وأنهم لو أرادوا الخير حقا لبحثوا عنه فى الإسلام وتعلموا..

يؤكد الشيخ الغزالي –كما رأينا- أن الدولة فى الإسلام [دولة مدنية لا جدال فيها]، وأن الإسلام يجمع بين مبادئ الحرية وبين المساواة في الحقوق الإنسانية.. وهذا ماتكْفُلُهُ الدولة فى الإسلام.. يعزز هذا نداءات القرآن وأحاديث نبي الإسلام التى تؤكد إن الحقوق الإنسانية معنى مشترك بين كل البشر، لا يُحرم منه أتباع أي دين، ولا أي لون ولا جنس، فالكل في النهاية في ميزان الإسلام إنسان، وكلهم بنو آدم، ولبني آدم في الإسلام حق التكريم وهذا ما ينطق به القرآن ويجرى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم:

ففى القرآن نقرأ مثل هذه الآيات: [وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا] .. و [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ].. و [إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا].. و يقول النبي فى خطبة الوداع : "أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا لأحمر على أبيض ولا أبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى.. إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم...".

يقول الشيخ: إن الإسلام لا يميِّز إنسانًا ويضطهد إنسانًا للونه ولا لماله ولا لمستواه ولا لأملاكه، لقد جاء الإسلام والجزيرة العربية تنضح بالتمييز بين الناس، فأنكر عليهم ذلك، أوَلَمْ تَرَ دعواتِ المشركين باستئصال شأفة الإسلام لأنه يساوي بين الناس؛ فلا يميز بين السيد والخادم والمالك والمملوك.. ولا الغني والفقير ولا القوي والضعيف.. ويتضح هذا من كلامهم الذى عبّر عنه القرآن فى هذه الآية: [وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ..] .. وفى قولهم للنبي: "أولم يجدْ ربك أغنى منك وأيسر حالاً يرسله إلينا"، وقولهم: "إننا نسلم لك بشرط أن تطرد الفقراء والعبيد من دينك"، هذا قولهم.. والرسول يردُّ بأيسر العبارات في حقوق المملوك والعبد والخادم، قائلاً: "هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ولْيكْسِه مما يكتسي ولا يكلّفه ما يغلبه.."..

إن هؤلاء كانوا يريدون أن يؤمنوا بإسلام على مزاجهم و هواهم، وليس ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فكان ردُّ الله عليهم قاطعا: [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] .. وفى آية أخرى: [وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ] ..

"لقد قطع الإسلام طريق التفرقة والتمييز عليهم، وقال كلمته بأن المبادئ لا يُساوَم عليها، ولا يُضحَّى بها، حتى وإن كان في صالح الإسلام مؤقتًا، ومن أراد أن يدخل الإسلام كما أراد الله فأهلاً به، أما من أراده وفق هواه وشيطانه فلا حاجة للإسلام إليه، وهو عنه غنيٌّ كريم..."

(٤) الحرية الدينية عميقة الجذور فى قلب الإسلام وجوهره.. وهو مما لا يصدقه أعداء الإسلام.. ويتوافق معهم فيه بعض من ينتسبون إلى الإ سلام عن جهل وضيق أُفق.. يقول الشيخ الغزالي: "الدولة في الإسلام دولة مدنية تفيض بالحرية الدينية لكلِّ مَن يعيش فيها سواء على الإسلام أو على أي دين غيره، لقد عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام على الناس يوم أُمر بذلك، وعرض مبادئه وتعاليمه.. وعرَّف الناس أن الإيمان الحق وليد يقظة عقلية وقناعات قلبية، فيستبين العقلُ الحقَّ، ويؤمن القلب به، وكان من أول مبادئه:

[لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ] .. [لَكُمْ دِيْنُكُمْ وَلِيَ دِيْنٌ].. [فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر]ْ.. [أَفَأنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ]..؟! ..

ويمضى الشيخ الغزالي فى تعميق فكرته عن الحرية فى الإسلام فيقول: " أقـرّ الإسلام الحرية الدينية بأبهى صورها وأرحب معانيها، ولم تتعدَّ وظيفة النبي مع الناس [فى هذا المجال] إلا كونه هو الهادي البشير والداعية الحكيم؛ فهو يشرح ويبيِّن ويجسِّد الإسلام في شخصه صلى الله عليه وسلم، وكان خطاب القرآن له كل حين وآخر يذكِّره بتلك الوظيفة وهذه المهمة، وأنه لا يجوز له أن يُكره أحدًا على الدين: فى قوله تبارك وتعالى: [نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ] .. وقوله: [فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر]..ٍ وفى قوله: [فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ].. وفى قوله: [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ] .. وفى قوله: [فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ]...

ألا ترى معى أنه بعد كل هذه الآيات.. لايستطيع منصف للحق إلا أن يعترف بأن الإسلام كما يقول الشيخ: " قد أباح الحرية الدينية على شكل لم يرد على عقل إنسان..! فما أمر دينٌ يومًا أن يكون الحوار فقط والدعوة بالحكمة هما الأساس والأصل.." ويمضى الشيخ فيؤكد: "إن الإسلام لم يفرض يومًا على نصراني أن يترك نصرانيته، ولا على يهودي أن يترك يهوديته، ولم يفرض على أتباع أي دين أن يتخلّواْ عن دينهم ليدينوا بالإسلام..

حتى وإن تولَّى الناس عن نبيِّه كان الأمر العجيب في سورة التوبة بعدما عرضتْ أشكالاً مهينةً من خداع المشركين وألاعيبهم وخصوماتهم الدنيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ)، ثم أكمل مسيرتك عاملاً مجاهدًا داعية بالحسنى متوكلاً على الذي بعثك..."

يقول الشيخ الغزالي: "أي دين أروع من هذا..؟ أي دين..؟! وأي دولة ترتضي لغير من يدينون بدينها مثل هذا التكريم غير دولة الإسلام..؟! إن المنصفين من أصحاب الديانات الأخرى ليشهدون أن أزهى عصورهم حريةً وسعادةً وطمأنينةً وسكينةً تلك التي عاشوها تحت حكم الإسلام..."

(٥) رُوِيَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما دنا أجلُه أوصى قائلاً: "أُوصي الخليفةَ بعدي بأهل الذمة خيرًا..." ويعلّق الشيخ الغزالي رحمه الله: "قولوا لنا يا سادة، أي رئيس أو ملك أو أمير أوصى قبل موته بأتْباع الأديان الأخرى خيرًا، غير خليفة المسلمين.. إن كل إنسان تحضُره الوفاة يركِّز في وصيته بِمَن هو أقرب لفكره واهتمامه وخوفه عليهم، فما رأيك فيما أوصى به عمر..؟!"

يقول الشيخ معبِّرا عن غاية الاندهاش: " إنني لما قرأت الوصية تلك لم أجد سوى الصمت المتعجب تعليقًا...!"

ثم يضيف قائلا: "إن الحرية الدينية التي كَفَلَها الإسلام لم يشهد التاريخ لها نظيرًا، ولم يحدث أن انفرد دين بحكم الأرض، ثم نشر خيره وأمانه على مخالفيه، وأعطاهم حق حرية الاعتقاد وكل أسباب البقاء والازدهار مثلما فعل الإسلام.. إن الإسلام حيث يسود يمنح أتباعه وغيرهم مطلق الحرية وجميع الحقوق، في حين إذا ساد مخالفوه نكَّلوا بنا، وأذاقونا سوء العذاب، وسقوْنا من كئوس المهانة ألوانًا، ولو عادت لنا الكرَّة عليهم كنَّا معهم وكأنهم لم يفعلوا بنا شيئًا، ونقول لهم بقلب منشرحٍ وصدرٍ رحبٍ: اذهبوا فأنتم الطلقاء...".

(٦) ولأن الدولة فى الإسلام دولة مدنية ، فإنها تبيح للعقل مطلق الحرية في التفكير والإبداع، وما تقف في وجهه إلا حين تعلم أنه يسعى فيما لا يُجدي ولا يعود عليه بخير هو وغيره من بني البشر.. إن الله قد خلق العقل وجعل مهمته أن يفكر، كما أن وظيفة العين أن تبصر، والأذن أن تسمع، فلا يليق بإنسان أن يغمض عينيه ويمشي الطرقات يتحسس..."

ويواصل الشيخ شرح هذه النقطة فيقول: "إن الإسلام جعل الإيمان الحق والتصديق به ثمرةَ إعمال العقل والتفكير، والتماس أسباب الهداية، كما أن الكفر والإلحاد نتيجة توقّف العقل واستخدامه في غير ما خُلق له.. وقطْع التفكر به في دروب الحق.. " ويدعّم الشيخ نظرته بآيات بيّنات من القرآن العظيم:

[أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور].. و [قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] .. ولقد عاب القرآن على قوم عطَّلوا جوارحهم وأفئدتهم عن وظائفها كما فى قوله تعالى: [ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ] .. وفى الآية: [وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ] ...

و هكذا نرى مع الشيخ الغزالي أن الإسلام لا يلوم على حرية الفكر، وإنما يلوم على الغفلة والذهول، وفى رأيه إن المصابين بكسل التفكير واسترخاء العقل في الإسلام عصاةٌ مقصِّرون؛ لأنهم لم يشكروا نعمة الله عليهم، وأن ما يستهدفه الإسلام من وراء الحرية الفكرية هو الوصول إلى النهاية الصحيحة، وما يتطلب الإسلام من العقول العاملة المفكرة سوى أن يقدّر بعضُها بعضًا، ويكرّم بعضها بعضًا، ولا يحتكر أحدٌ الصوابَ لنفسه ويحرّمه على غيره، فالحق والصواب ليس ملْك عقل بعينه ولا مفكر بشخصه، فللحق طريق مستقيم توصِّل إليه مداخل شتى تتلاقى فيها العقول المفكرة...

يقول الشيخ: "إن الحرية الفكرية في الإسلام فاقت حدود العقل، ففي فريضة الصلاة اختلفت الأقوال والآراء من التكبير إلى التسليم لأكثر من سبعين حكمًا وقولاً، كلُّ ذلك في إطار الحق والحب والود وحسن الاختلاف..أما قيود الإسلام على الفكر فقد رفض الإسلام للفكر أن يُتعب نفسه فيما وراء الغيب ويزجَّ به في عالم ما وراء المادة؛ ليبتكر أحكامًا وينشئ تصورات.. كل هذا، لا لشيء إلا لأنه يكلِّف العقل فوق طاقته ويقحمه فيما لا يعود من ورائه بمصلحة على الأمة والدنيا والنفس.."

(٧) وخلاصة القول عند الشيخ محمد الغزالي: أن الإسلام قد فتح آفاق التفكير حتى أبْهَرَ علماءُ عصرِ الخلافةِ الدُّنيا بعلمهم، في الوقت الذي كانت أوروبا تُوصد فيه أبواب النظر أمام العقول المفكرة، وترمي أصحابها بالإرهاب والمقْت، ولم يثبت على دولة الإسلام يومًا إبادة الكتب أو حرقها كما يفترى عليها بعضُ المفترين، ولم يثبت عليها محاربة العلم أو إنزال العقوبات على المفكرين بسبب أفكارهم وإن بدت معادية.

أن الإسلام أحرص ما يكون على تحقيق حياة كريمة للإنسان فى هذه الدنيا .. ويضع لتحقيق هذا سياجا من العدل والمساواة والتضامن.. ويعززه بالحرية.. الحرية بكل أنواعها وألوانها: سواء كانت دينيةً أو فكريةً أو مدنيةً أو سياسية... ومن يعتقد بغير ذلك فعليه أن يراجع نفسه فى ضوء الفهم الصحيح للإسلام.. وللمقاصد الكلية للشريعة الإسلامية...!


 

      
         

 
كي تحظى رسائلكم بفرصة النشر .. رجاء مراسلتنا على البريد التالي

nourislamna@Gmail.com

undefined

 عدد قراء رسائلنا

free hit counter

undefined

للشكاوى ومراسلة الإدارة على البريد التالي

nourislamna@Gmail.com

 

No comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

اخبار اليوم

مكتبة الفيديو